القوى الدينية في إسرائيل

كان هدف الصهيونية السياسية هو إقامة مجتمع يهودي معاصر متخلص من كل قيود إرث مجتمع "الطائفة اليهودية" في الشتات اليهودي على امتداد قرون طويلة؛ مجتمع تحكمه عقلية جديدة تجدد الحياة اليهودية وفق الروح العصرية، و متحررة من قيود الماضي و الإرث التقليدي.
من هنا فإن التحديث و العلمانية كانا بمثابة يوتوبيا بالنسبة للصهيونيين السياسيين، و من هنا أيضا كان ذلك التوتر و الصراع المتواصل في مجالات الحياة المختلفة منذ فترة "الهسكالاه" (التنوير اليهودي في القرن الثامن عشر) و فترة الاستيطان الصهيوني و في فترة الدولة بين الدينيين و العلمانيين في المجالات المتصلة بالدين. و معنى وجود هذا الصراع أنه لا اليوتوبيون الدينيون نجحوا في إعادة الوحدة القومية بين اليهود عن طريق إعلاء شأن الدين، و لا اليوتوبيون العلمانيون نجحوا في القضاء تماما على تدخل الحخامات و محاولة فرض الطابع الديني على "الطائفة اليهودية" المستحدثة في إسرائيل.
تتناول هذه الدراسة القوى الدينية في إسرائيل، أو دولة الحخمات، بتنوعها و مواقفها و صراعاتها و أدوارها داخل المجتمع و القرار السياسي في إسرائيل.